متحور جديد لفيروس كورونا يظهر بجنوب إفريقيا
فى الوقت الذى لا يزال فيه العالم يكافح فيروس كورونا، ويأمل أن تساعد ارتفاع وتيرة التطعيم فى الحد من الإصابات، يأتى الإعلان عن ظهور متحور جديد فى جنوب أفريقيا ليثير القلق فى ظل تحذير العلماء من أنه يمثل قفزة جديدة فى تطوره.
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن إعلان جنوب أفريقيا أمس، الخميس، رصد متحور جديد مثير للقلق من فيروس كورونا، والذى أشار العلماء إلى أنه قفز كبيرة فى التطور، قد دفع العديد من الدول إلى فرض قيود على السفر من المنطقة.
وفى غضون ساعات، أعلنت كل من بريطانيا وإسرائيل وسنغافورة فرض قيود على المسافرين إليها من جنوب أفريقيا وعدة دول مجاورة لها، بسبب التهديد الذى يمثله المتحور الجديد. وفى صباح الجمعة، تراجعت الأسواق فى اليابان بسبب هذا الاكتشاف، فيما قال المسئولون فى استراليا ونيوزيلندا إنهم يراقبون المتحور الجديد عن قرب.
وخلال اليومين الماضيين، رصد العلماء متحور B1.1.529 بعدما رصدوا زيادة فى الإصابات فى مدينة جوهانسبرج، التى تمثل المركز الاقتصادى لجنوب أفريقيا. وحتى الآن، تم رصد 22 إصابة إيجابية فى البلاد بهذا المتحور، وفقا للمعهد الوطنى للأمراض المعدية فى جنوب أفريقيا. وتم رصد حالتين فى هونج كونج، كلاهما مرتبط على ما يبدة بشخص سافر من جنوب أفريقيا. بينما لم يتم رصد أى إصابات بعد فى بريطانيا.
وقالت نيويورك تايمز إن عددا من المتحورات قد ظهرت منذ بداية الجائحة. وأحد الأمور المثيرة للقلق بشأنها يتعلق بما إذا كانت ستعيق المعركة ضد الفيروس أو ستحد من فعالية اللقاحات.
وسيلتقى علماء من جنوب أفريقيا بالفريق الفنى لمنظمة الصحة العالمية اليوم لمناقشة المتحور الجديد.
لكن الحكومات لا تنتظر فرض قيود، فبحلول مساء الخميس، حظرت بريطانيا الرحلات الجوية من جنوب أفريقيا وبوتسوانا وناميبيا وزيمبابوى وليسوتو وإيسواتينى، وسيتم إضافة الدول الستة إلى القائمة الحمراء للبلاد، الأمر الذى سيتطلب من المسافرين البريطانيين القادمين من تلك الدول، الدخول فى حجر صحى عند وصولهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلماء لم يعرفوا بعد مدى فعالية اللقاحات المتوافرة حاليا ضد المتحور الجديد،، والذى يوجد به طفرات ربما تقاوم التحييد.
ويقول ريتشارد ليسيلز، المتخصص فى الأمراض المعدية، إنه يوجد تشابه بين هذا المتحور وسلالتى لامبدا وبيتا، المرتبطين بتهرب فطرى من المناعة.
وأضاف أن كل هذه الأشياء تثير بعض القلق لدينا من ان السلالة الجديدة ربما لم تعزز فقط قابليتها للانتقال، ومن ثم تنتشر بشكل أكثر كفاءة، ولكنها قد تكون قادرة أيضا على الالتفاف حول أجزاء من جهاز المناعة والحماية التى نوفرها فى جهاز المناعة لدينا.
وتم اكتشاف المتغير الجديد إلى حد كبير بين الشباب، وهى الفئة ذات اقل معدل للتطعيم فى جنوب أفريقيا. فقد حصل على التطعيم ربع من تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما فى جنوب أفريقيا.، وفقا لما قاله وزير الصحة فى البلاد جو فالاهلا.
وفى حين أن حالات المتغير الجديد تتركز بشكل أساسى فى المركز الاقتصادى للبلاد، لاسيما فى العاصمة بريتوريا، فإنها مسألة وقت فقط قبل أن ينتشر فى جميع أنحاء البلاد مع إغلاق المدارس وتستعد العائلات للسفر لموسم العطلات، وفقا للوزير.