افتتح فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، فعاليات المؤتمر والمعرض الطبى الأفريقي الأول “صحة أفريقيا Africa Health ExCon”، الأحد، بمركز مصر للمعارض الدولية (مركز المنارة للمؤتمرات الدولية)، بمشاركة عالمية لأكثر من 350 شركة من 102 دولة بفعاليات المؤتمر والمعرض.
وشهدت فعاليات المؤتمر المُقام تحت شعار “بوابتك نحو الابتكار والتجارة”، والذي تنظمه الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، عقد عدد من الجلسات الهامة حول أهمية الرعاية الصحية ودورها في عملية إدارة الأزمات، بالإضافة إلى استعراض دور مصر الريادي في مجالات القضاء على فيروس سي، وأمراض الكلى فضلا عن استعراض عدد من المبادرات مثل مبادرة مصر الأولى للقضاء على سرطان عنق الرحم.
في البداية سلط المشاركون خلال فعاليات المؤتمر الضوء على أهمية الرعاية الصحية وسبل إدارتها خلال فترات الأزمات.
وقال حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أنه تم تخصيص نحو 27 مليار جنيه لمواجهة جائحة كوفيد 19، وتداعياتها السلبية.
أضاف أن تلك الفترة شهدت تشكيل لجنة لإدارة الأزمة ووضع خطط وقائية مع الالتزام بالشفافية، تضمنت خطط لتوزيع الأدوية والكمامات والمستلزمات، لدعم قدرة الدولة على مواجهة تلك التحديات.
وأكد لويس كران – المدير الطبي لمايو كلينيك – الولايات المتحدة الأمريكية أنه خلال فترة كوفيد 19، شهدت الالتزام بعدد من الإجراءات الخاصة بنظام الرعاية الصحية لمواجهة تحديات كوفيد 19.
أشار الى ان أبرز ملامح تلك الإجراءات تمثلت في التحول نحو الممارسات التي تلبي احتياجات المرضى خلال الأوبئة والجوائح، تقديم الدعم عبر الانترنت من خلال التواصل مع المرضى قبل اللجوء إلى المستشفيات، إعداد كشف حساب لكل مريض يشمل محتوى تعليمي والحالة الصحية وطلب الخضوع للاختبارات والتحاليل، بالإضافة الى التفاعل مع المرضى وحالات العزل عبر الفيديو مع توفير أجهزة لوحية للمرضى للتخاطب مع الأطباء.
في سياق آخر، استعرض عبد العزيز عبد الباقي- السعودية مدير عام الجودة وسلامة، التجربة السعودية نحو مجابهة أي مشكلات مماثلة للكوفيد في المستقبل.
أضاف أن دولته حرصت على بناء المزيد من المستشفيات وزيادة ضخ الاستثمارات في مجال الصحة العامة والرعاية الصحية، مع تقديم الرعاية الصحية المتكاملة من خلال التخطيط لخدمات متكاملة وأنظمة معلومات صحية متكاملة وآليات إحالة المرضى، والحماية من المخاطر الصحية والمالية.
أشار إلى أن الاهتمام بالتعليم وتدريب قوة العمل، وذلك من خلال التخطيط وتقييم الطلب وتوفر الاستعدادات، مع التخطيط الجيد لتوفير الأدوية حسب العرض والطلب، والاستثمار في المعدات والأدوات الطبية، وتركيز الاهتمام على الصناعات الدوائية.
كما استعرض المشاركون خلال فعاليات اليوم الأول الجهود المبذولة للقضاء على مرض الالتهاب الكبدي الوبائي، فيروس سي.
حيث أشاد هارفي ألتر، باحث طبي أمريكي، عالم فيروسات، بجهود مصر نحو القضاء على مرض الالتهاب الكبدي الوبائي، فيروس سي، وذلك عقب النجاح في علاج ملايين المرضى خلال الأعوام الماضية.
أضاف أن عمليات نقل الدم تسببت في انتشار كبير لفيروس سي في العديد من الدول، مؤكدًا أن عمليات نقل الدم تسببت في إصابة حوالي 4.8 مليون شخص خلال الفترة 1970-1990، بالولايات المتحدة.
وابدى ريموند شينازي، عالم دواء أمريكي من أصل مصري، مخترع عقار “سوفالدي” لعلاج الالتهاب الكبدي الوبائي (سي) سعادته بالعودة إلى مصر ولقاء ممثلي شركات الأدوية في مصر.
أكد على أهمية تمكين المرضى من الوصول إلى الدواء، مع أهمية تسليط الضوء على أهمية التكنولوجيا ودورها الهام في العلاج
وأشار إلى أنه بداية من يونيو 2022، تم علاج 10 مليون شخص على الأقل من فيروس سي على مستوى العالم بفضل مضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر DDAs، ومازال هناك أكثر من 58 مليون شخص بحاجة للعلاج
كما سلط المشاركون بالمؤتمر الضوء على سبل تطوير ممارسة وعلاج أمراض الكُلى في أفريقيا.
حيث أكد د. محمد هاني حافظ (أستاذ أمراض الكُلى بكلية الطب – جامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية لأمراض الكلى) علي أهمية الأبحاث والتجارب العلمية نحو اكتساب تأثير قوي في ريادة مجال أمراض الكُلى
أضاف أن الكثير من الأبحاث تظهر مدى مساهمة العديد من الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وداء السكري والملاريا في الإصابة بأمراض الكُلى المختلفة، بينما يختلف السبب المؤدي إلى ذلك من منطقة لأخرى وفقًا لدراسة أجرتها جامعة الأسكندرية.
وأشاد د. رازين دايفيد (أستاذ بكلية الطب ورئيس قسم أمراض الكلى في جامعة ستيلينبوش) بالتطورات الخاصة بنظام تجميع البيانات المصري، مؤكدا على ضرورة اتباع تلك التجربة بنظام تجميع بيانات الكُلى في جنوب أفريقيا.
وأضاف أن الأبحاث والدراسات السريرية تعد البوابة التي ستفتح جميع الفرص للحصول على نظام صحي متماسك
كما شهدت جلسات المؤتمر خلال اليوم الأول عقد جلسة لاستعراض تجربة مصر للقضاء على التهاب الكبد.
حيث أكد الدكتور وحيد دوس، رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية أن تجربة مصر لمكافحة الفيروسات الكبدية مميز باعتراف منظمة الصحة العالمية بنجاح مصر في مواجهة التهاب الكبد الفيروسي (سي)
أضاف أن مصر تعد من أعلى الدول في العالم في معدل الإصابة بفيروس التهاب الكبد C حيث كانت تحتل المركز الرابع عام 2014ن موضحا أن مصر قامت بإنشاء موقعا إلكتروني لتسجيل بيانات المصابين بالفيروس WWW.nCCVh.org.eg لميكنة قواعد بيانات المرضى وإجراء مسح لفيروس سي والأمراض غير السارية.
وأشار الدكتور جمال عصمت، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية أن مصر أطلقت برنامج في أغسطس 2016 لفحص المواطنين وقد تم فحص 3.300.000 حتى أغسطس 2017، كما أطلق الرئيس مبادرة للقضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض السارية (100 مليون صحة)
وعلى صعيد سرطان عنق الرحم، أكد المشاركون في فعاليات المؤتمر ومبادرة مصر الأولى للقضاء عليه على أهمية التطعيم للوقاية من سرطان عنق الرحم كسبيل لتوفير الجهد والعناء والعبء المادي حيث استعرض التكاليف الباهظة التي يتحملها المريض للكشف عن المرض لعلاجه.
وأكد المشاركون على أهمية تسليط الضوء على إجراء الفحوصات ما قبل الإصابة، فضلا عن المسحات ، واتباع سبل الوقاية الأولية والثانوية والانضمام لبرنامج التطعيم.
جدير بالذكر أن المؤتمر والمعرض الطبي الأفريقي يجمع كافة ممثلي الرعاية الصحية ليوفر لهم بذلك فرصة فريدة من نوعها لاستكشاف ما يتم تقديمه في مختلف القطاعات مثل المستلزمات الطبية، المعدات الطبية، مستحضرات صيدلانية، مستهلكات المعامل والمواد الكيميائية، معدات ومستلزمات طب الأسنان، مستحضرات العناية بالجلد، التغذية والفيتامينات، مقدمي الرعاية الصحية، الصيدليات، الرعاية الصحية، الصناعات المغذية والتعبئة.