قال مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، إن حجم الاستثمارات التي تم ضخها في محافظات الصعيد على مدار السنوات الثماني الماضية بلغ 1.5 تريليون جنيه من إجمالي 7 تريليونات جنيه من الاستثمارات التي نفذت أو يتم استكمال تنفيذها على مستوى الجمهورية، وهو ما يمثل نحو ربع الاستثمارات الكلية التي أنفقتها الدولة تم تخصيصها لمحافظات الصعيد.
وأضاف في كلمته خلال افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، عدة مشروعات ، في محافظة سوهاج، أن هذا الإنفاق انعكس في صورة حجم هائل من المشروعات في كل المجالات بدءًا من مشروعات: مياه الشرب والصرف الصحي، ومشروعات الكهرباء والإسكان وخدمات الري، مثل مشروع قناطر أسيوط التي افتتحها رئيس الجمهورية، كذلك تم تدشين منظومة كاملة للتموين والسلع، وكذلك مشروعات الخدمات الصحية، إلى جانب مشروعات الطاقة المتجددة في أسوان، ومشروعات الاستصلاح الزراعي في توشكى وشرق العوينات وغرب المنيا، وبني سويف، وكلها مشروعات أسست لزيادة الرقعة الزراعية وكذا لخلق مزيد من فرص العمل في الصعيد، كما تم إنشاء عدد من المناطق الصناعية، وفقًا لبيان صحفي.
وتابع: “بالتركيز على محافظة سوهاج، فإن حجم الاستثمارات المنفذة والجاري إنهاؤها بالمحافظة، اعتبارًا من منتصف 2014 حتى ديسمبر 2022 تجاوز 102 مليار جنيه في المحاور الستة للتنمية وهي: الصناعة، والنقل والمواصلات، والخدمات التعليمية، والخدمات الصحية، والإسكان والمرافق الأساسية، والحماية الاجتماعية ومشروعات “حياة كريمة”.
وفيما يتعلق بالخدمات التعليمية، أكد رئيس الوزراء، أن الدولة المصرية قامت في محافظة سوهاج ببناء ما يعادل 6400 فصل جديد، بتكلفة تجاوزت 2 مليار جنيه.
وتطرق مدبولي إلى مجال التعليم العالي، حيث أكد أن الدولة المصرية ضخت استثمارات بمحافظة سوهاج بلغت نحو 3.3 مليار جنيه، وكان التركيز الرئيسي على المُجمع الجديد لجامعة سوهاج، والذي شهد إنشاء أكثر من 22 مشروعاً، بإجمالي 900 مليون جنيه تقريباً، ويشهد حالياً تنفيذ 17 مشروعاً أخرى منها إقامة كليات جديدة بتكلفة تصل إلى 1.8 مليار جنيه، ليكون نصيب جامعة سوهاج من الاستثمارات الحكومية في مجال التعليم العالي، نحو 2.8 مليار جنيه، تم ضخها خلال آخر 4 سنوات فقط لإيجاد هذا الكيان المتميز.
وأكد مدبولي، أنه الى جانب تلك الجهود الحكومية، حرصت الدولة على تشجيع القطاع الخاص، حيث تشهدُ مدينة سوهاج الجديدة حالياً وجود جامعة خاصة تخدم أهالي سوهاج، كما من المخطط تنفيذ جامعة خاصة أخرى على مساحة 25 فداناً، بالإضافة إلى أنه أصبح لدى سوهاج 10 معاهد عليا ومتوسطة وفنية، في محافظة سوهاج، تقدم خدماتها لأهالي المحافظة.
كما تطرق رئيس الوزراء لمجال الخدمات الصحية، موضحًا، أن محافظة سوهاج كان لها نصيب جيد للغاية في تطوير ورفع كفاءة المنشآت الصحية بها، موضحاً أنه تم على مدار الفترة السابقة إنشاء وتطوير 32 مستشفى ومركزا ووحدة صحية بتكلفة اجمالية نحو 5.4 مليار جنيه.
وفي مجال الرعاية الاجتماعية، أكد رئيس الوزراء، أن أحد أهم البرامج التي تتبناها الدولة المصرية هو “تكافل وكرامة”، حيث وصل الدعم النقدي بسوهاج ضمن هذا البرنامج منذ يناير 2015 حتى الآن إلى 11.5 مليار جنيه، لـنحو 324.5 ألف أسرة في محافظة سوهاج، بما يعادل أكثر من ربع الأسر في سوهاج، هذا، بخلاف توفير الخدمات لذوي الإعاقة وأيضاً تقديم قروض للمشروعات الصغيرة من خلال وزارة التضامن والبنوك بلغ إجماليها نحو 212 مليون جنيه حتى الآن.
وأشار رئيس الوزراء، إلى أنه فيما يتعلق بالسكن اللائق فكان لمحافظة سوهاج نصيب من ذلك، من خلال توفير أكثر من 23 ألف وحدة إسكان، سواء كان إسكان بديل للمناطق غير الآمنة، أو “سكن كل المصريين” بمختلف مستوياته، حيث تجاوزت كلفة تلك المشروعات 3.7 مليار جنيه.
وانتقل رئيس الوزراء للحديث عن مشروع “سكن كل المصريين” بكل مستوياته، بدءًا من الإسكان الاجتماعي، والمتوسط، وفوق المتوسط، حيث كان لسوهاج نصيب كبير تمثل في نحو 17 ألف وحدة سكنية بمدينة سوهاج الجديدة، وفي مدينة أخميم الجديدة، قائلًا إنه في 2014 كان يسكن مدينة سوهاج الجديدة بضع عشرات من الأسر، وخلال الفترة الماضية تم تشييد أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية في هذه المدينة، وتم تسكين وحدات عديدة منها وحجز الوحدات الأخرى ونتجه حاليا لتسكينها.
وبجانب الإسكان في المدن الجديدة، أشار رئيس مجلس الوزراء، إلى توجيهات الرئيس بشأن المدن القديمة القائمة، من خلال استغلال الأراضي الفضاء داخل تلك المدن من أملاك الدولة مثل سوهاج القديمة، لتطوير عواصم المحافظات، منها في مدينة سوهاج التي حظيت بتنفيذ 1272 وحدة سكنية بتكلفة قيمتها 1.3 مليار جنيه، وسيتم طرحها لأهالي محافظة سوهاج لمنحهم الفرصة للسكن في المدينة.
واستعرض رئيس الوزراء مقارنة للوضع الحالي في مجالي تغطية مياه الشرب النقية بالمحافظة وما كان عليه الوضع سابقا، حيث كانت نسبة التغطية 84% على مستوى المحافظة في عام 2014، ووصلت نسبتها الآن إلى 99%، ويتبقى 1% تخص العزب والتوابع بالقرى، ومن المستهدف رفع نسبة التغطية إلى 100% مع نهاية مشروع المبادرة الرئاسية” حياة كريمة”، لافتًا إلى أنه تم تنفيذ 27 مشروعًا في مجال المياه بتكلفة تقدر بـ 3 مليارات جنيه، لرفع نسبة التغطية والوصول بها إلى وضعها الحالي.
وفيما يخص مجال الصرف الصحيّ، أشار مصطفى مدبولي، إلى أنه في عام 2014 كانت نسبة التغطية 17.5% على مستوى المحافظة، وأصبحت اليوم 30%، ومن المستهدف أيضا رفع النسبة إلى 100% مع اكتمال مراحل مشروعات ” حياة كريمة”، حيث تم تغطية 90% من مدن المحافظة، وما يتبقى يوجد بالقرى وجار استكماله ليكتمل مع نهاية المبادرة الرئاسية، لافتا إلى أنه تم تنفيذ 47 مشروعًا على مستوى المحافظة بتكلفة 4 مليارات جنيه.
وفي مجال الكهرباء، أوضح رئيس الوزراء إلى أنه تم تنفيذ 78 مشروعًا نقل وتوزيع وتوليد كهرباء تجاوزت تكلفتها 3.2 مليار جنيه، فضلًا عن مشروعات توصيل الغاز الطبيعي للمنازل، الذي كان بمثابة حُلم لأهالي القرى، حيث قامت الدولة بتوصيل الغاز لـ 210 آلاف وحدة سكنية بتكلفة تجاوزت المليار جنيه.
ولفت رئيس الوزراء، إلى أن الدولة المصرية على مدار الفترة الماضية قامت بتنفيذ أعمال رفع كفاءة للطرق الرئيسية وصلت إلى 360 كم، وذلك من خلال وزارة النقل، بالإضافة إلى 245 كم طرق رئيسية جار تنفيذ أعمال رفع كفاءتها، وذلك بتكلفة إجمالية تصل إلى 3.5 مليار جنيه، فضلا عن رفع كفاءة شبكات الطرق المحلية، والتي وصلت أطوالها إلى 683 كم، بالإضافة إلى 23 كوبري ونفقًا، بإجمالي تكلفة تقدر بـ 1.2 مليار جنيه.
وفي مجال السكك الحديدية، أوضح رئيس الوزراء، أنه تم إحداث تطوير متكامل لخدمات السكك الحديدية في نطاق محافظة سوهاج، من خلال رفع كفاءة وتطوير 12 محطة بتكلفة تقدر بنحو 54 مليون جنيه، بالإضافة إلى تطوير 37 مزلقانا، تم تطويرها بالكامل، بخلاف تنفيذ المشروع القومي لكهربة الإشارات، وتحويل المنظومة بالكامل إلى منظومة إلكترونية، مستعرضاً من خلال اللقطات المصورة عددا من محطات السكك الحديدية التي تم تطويرها في قرى ومدن محافظة سوهاج.
وتطرق رئيس الوزراء، خلال حديثه، إلى المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” لتطوير القرى المصرية، مشيراً في ضوء ذلك إلى أن محافظة سوهاج في هذا المشروع القومي الضخم، الذي يُعد مشروع القرن لمصر حظيت بنصيب كبير؛ فمن بين إجمالي 52 مركزًا ضمن المرحلة الأولى من المشروع، لسوهاج 7 مراكز أي ما يمثل حوالي 13% من إجمالي مراكز المرحلة الأولى يتم تنفيذه في محافظة سوهاج، و 12% من إجمالي قرى المرحلة الأولى، حيث يوجد 181 قرية بالمحافظة من إجمالي 1477 قرية، وسيستفيد من هذا المشروع في المرحلة الأولى 2.5 مليون مواطن بالمحافظة من إجمالي 18 مليون على مستوى الجمهورية وهم المستفيدون في المرحلة الأولى من مبادرة “حياة كريمة”.
وأضاف مدبولي، أنه يتم تنفيذ 2656 مشروعًا رئيسيًا بالمحافظة بتكلفة تقرب من 37 مليار جنيه، بالإضافة إلى مشروعات تم تنفيذها في المرحلة التمهيدية لحياة كريمة وصلت تكلفتها إلى 330 مليون جنيه، أي نقترب من 40 مليار جنيه فقط لمحافظة سوهاج ضمن مبادرة “حياة كريمة”.
وأوضح، أن مشروعات مبادرة “حياة كريمة” تشمل نقلة حقيقية لكل الخدمات التي يطمح إليها المواطن المصري، من مدارس سواء ابتدائية أو ثانوية أو فنية، ووحدات صحية يتم تنفيذها على أعلى مستوى، ومجمعات حكومية وأخرى زراعية لتقديم الخدمات، ومراكز الشباب والرياضة، مضيفاً أنه تم تنفيذ 150 مكتب بريد على مستوى محافظة سوهاج، و181 مشروع صرف صحي، بالإضافة إلى إنشاء 8 محطات معالجة جديدة، وتنفيذ 37 مشروعًا لمياه الشرب، وجار تنفيذ 144 أخرى، و18 محطة تنقية جديدة، ومن أهم المشروعات لأهالينا في الريف هي مشروعات الري وتبطين الترع، حيث يوجد 96 مشروعا جار تنفيذها على مستوى محافظة سوهاج في هذا الشأن.
وبجانب تلك المشروعات، يتم تمويل المشروعات الصغيرة بقرى ومحافظات الجمهورية، وتوفير التمويل اللازم لتلك القرى، وبالأخص للمرأة المصرية، حتي يتوافر لها فرص عمل، حيث بلغ عدد القروض الصغيرة التي تم منحها بمحافظة سوهاج 1.1 مليار جنيه، الأمر الذي وفر 77 ألف فرصة عمل مباشرة، بخلاف فرص العمل غير المباشرة التي وفرتها مشروعات “حياة كريمة” لأهالي المحافظة.