المخاوف تسيطر على قطاع الأعمال خاصة السياحة في جنوب إفريقيا
يخشى قطاع الأعمال، خصوصا السياحة التي كانت تمثل 7 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي في جنوب إفريقيا قبل انتشار وباء كوفيد، أن تضر صور العنف بسمعة البلاد وتعوق الاستثمارات.
في دوربان خصوصا، ترغب الشركات في الحصول على ضمانات أمنية، وقالت زانيلي خومو من غرفة تجارة وصناعة دوربان لـ”الفرنسية”، “يبدو أن الأسوأ مر لكننا ما زلنا نشعر بالخوف”.
من جهته، صرح سياندا نيكسومالو، مدير مدرسة، وهو يزيل أنقاض مركز للتسوق دمر بالقرب من دوربان أن “العالم يتابعنا باهتمام بلا شك لكن يجب أن نتذكر أن جنوب إفريقيا لديها كثير من الأشخاص الطيبين والقصص الرائعة لترويها”.
وحضر رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا أمس عمليات تنظيف بعد أعمال العنف المروعة التي وقعت خلال الأسبوع الجاري، بينما حذرت حكومته من المسؤولين عن تأجيج توتر عرقي.
واتهم أنصار رئيس الدولة السابق جاكوب زوما، الذي أودع السجن أخيرا، بإثارة الفوضى في الأيام الأخيرة، التي وصفها رامابوزا بأنها محاولة مدبرة لزعزعة استقرار البلاد.
تجول الرئيس رامابوزا (68 عاما)، الذي كان يرتدي سترة جلدية بألوان علم حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، في مركز للتسوق مدمر في سويتو مدينة الصفيح الهائلة بالقرب من جوهانسبرج، وقال “نعترف بحدوث تقصير .. سنجتمع لإجراء فحص مناسب للأحداث الأخيرة”.
واحتفل سكان جنوب إفريقيا أمس بيوم مانديلا تكريما لأول رئيس بعد إحلال الديمقراطية في البلاد، في فرصة ليشمروا عن سواعدهم ويخصصوا بعض الوقت للعمل الجماعي.
وغرقت البلاد في أعمال عنف استمرت أكثر من أسبوع وقتل خلالها 212 شخصا على الأقل. ونهب لصوص مراكز تجارية، بينما أحرقت مجموعات مجهولة مصانع ومستودعات وأغلقت الطرق، التي تعد استراتيجية للاقتصاد.
واندلعت أعمال العنف بعد سجن الرئيس السابق جاكوب زوما 15 شهرا لرفضه الإدلاء بشهادته أمام لجنة مكافحة الفساد.
من المقرر استئناف محاكمة زوما في قضية منفصلة تتعلق برشوة عمرها أكثر من عشرين عاما اليوم في ظل توتر شديد.
ويواجه رامابوزا ضغوطا متزايدة لأنه لم يتم اعتقال سوى واحد من الذين يشتبه بأنهم دبروا ما وصفته السلطات بمحاولة “تمرد” تسببت في أضرار تقدر بنحو مليار يورو.
وفي مقاطعة كوازولو ناتال الأكثر تضررا، أصبح الوصول إلى المواد الأساسية مصدر قلق في المناطق المتضررة، حيث تم تدمير عديد من المتاجر، وبقي بعضها الآخر مغلقا.
وتقوم جمعيات ومواطنون عاديون بتعبئة لتأمين الطعام للأكثر فقرا، كما يحدث في كنيسة في دوربان الميناء الكبير الواقع على المحيط الهندي، حيث كدس المتطوعون خبزا وخضراوات طازجة لتوزيعها.
وحذر وزير الشرطة بيكي سيلي من “أعمال دفاع عن النفس” بعد اتهام سكان في فينيكس وهي مدينة صفيح قريبة من دوربان معظم الذين يعيشون فيها جنوب أفارقة من أصل هندي، بمهاجمة مواطنيهم السود.
سيتم نشر فريق متخصص من عشرة شرطيين هناك للتحقيق في موت 20 رجلا في ملابسات مثيرة للشبهات في هذه الضاحية خلال الأسبوع الجاري.
وحذر وزير الشرطة “إذا كنا قد سمعنا أن بعضا يخضعون لفرز عنصري عند الحواجز، التي نصبت في المنطقة، وأن أشخاصا بينهم رجال شرطة يتعرضون للترهيب وفي الحالات القصوى، يتعرضون للضرب أو يتم تفتيش سياراتهم وإضرام النار فيها، فهذه بكل بساطة سلوكيات إجرامية لن يتم التسامح معها”.
وأغلق عدد كبير من الشواطئ حول دوربان بسبب مخاوف من تلوث محتمل بعد تسرب مادة كيميائية في مصنع محترق.