طمأن خبراء وفاعلون في قطاع الزراعة، بأن الجزائر في مأمن من أزمة في مخزون القمح، خلال السنة الجارية، إثر الأزمة الأوكرانية.
ونقلت صحيفة “الشروق” الجزائرية، عن الخبير الزراعي، زان يحيى، قوله إنه “يستبعد حدوث أي أزمة في تموين السوق الجزائرية بالقمح خلال السنة الجارية”، حيث أوضح يحيى أن “أهم ممونين من الخارج للسوق الوطنية بهذه المادة اليوم، هما فرنسا بالدرجة الأولى وكندا بالدرجة الثانية، في حين بقيت نوايا استيراد القمح من روسيا مجرد برنامج لم ير طريقه إلى النور”، لافتا إلى أن “الديوان الوطني المهني للحبوب أعلن عن مناقصاته الخاصة باستيراد الحبوب لتموين مخزون 2022 قبل قرابة 3 أشهر، وبناء على ذلك تم استكمال كافة الطلبيات، الأمر الذي يؤمن الجزائريين من أي أزمة لتموين السوق الوطنية بالقمح خلال السنة الجارية”.
وتطرق الخبير الزراعي إلى أزمة جفاف في حال عدم تساقط الأمطار في الولايات المعنية بإنتاج الحبوب والقمح شهر مارس، الذي لم تعد تفصلنا عنه إلا بضعة أيام، موضحا أنه في حال تدهور الإنتاج الموسم المقبل واستمرار الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وتواصل ارتفاع الأسعار في السوق العالمية وتزايد الطلب على هذه المادة الاستراتيجية، “قد يتأثر مخزون الجزائر خلال سنة 2023، خاصة وأن الأسعار في السوق العالمية شهدت ارتفاعا بطريقة جنونية خلال الساعات الأخيرة، حيث قد تدفع الجزائر مبالغ مضاعفة العام المقبل من دون التمكن من الظفر بكوطة هذا الموسم، في ظل المعطيات الأخيرة التي تشهدها البورصات العالمية”.
وأضاف أن “المخزون هذه السنة كاف، وأن الجزائر حققت أمنها الغذائي لعام 2022، عبر الاستيراد وحتى من خلال المنتج الوطني، رغم كل المعطيات التي قد تشهدها السوق العالمية وخلافا لتوقعات الجفاف أيضا”.
من جانبه، أشار الأمين العام للاتحاد الوطني للمزارعين الجزائريين، محمد ديلمي، إلى أن “بوادر الجفاف اليوم تلقي بظلالها على الموسم الفلاحي ما يندر بتراجع حاد في محصول الحبوب يصل إلى النصف هذه السنة”.
وأوضح قائلا: “لا يزال الأمل في تهاطل الأمطار بعدد من الولايات حتى تشهد هذه الأخيرة إنقاذا للموسم الزراعي بنسبة تتراوح بين 40 إلى 50%، ويتعلق الأمر بقسنطينة وميلة وسكيكدة والبويرة وتيارت، في حين أن الموسم الزراعي قد تهالك بالمناطق السهبية على غرار سعيدة والمسيلة والجلفة والأغواط والبيض”، مشيرا إلى أن “الوضع اليوم يتطلب تهاطل الأمطار خلال شهر مارس، وإلا فسيتم إعلان موسم الجفاف رسميا، وهو ما يهدد محاصيل القمح والشعير”.
وشدد على أن “تشجيع إنتاج القمح بحاجة إلى توفير مصادر الري، ومنح امتيازات للاستثمار في الجنوب والهضاب، وتخصيص مساحات فلاحية لتحقيق الأمن الغذائي”.