رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الناتج المحلي للمملكة خلال عام 2021 بنحو 5.7٪ مقابل 4.5٪ في السابق، وهو أحد أقوى معدلات النمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ظرفية يحاول فيها العالم التعافي تدريجياً من آثار جائحة “كوفييد19”.
وتوقعت المؤسسة المالية الدولية في “توقعات النمو العالمي”، أيضًا معدل نمو يبلغ 3.1٪ في عام 2022 مقابل نسبة 3.9٪ التي كانت متوقعة في التقرير الأخير للصندوق.
كما توقع صندوق النقد الدولي، من جهة أخرى أن ترتفع البطالة إلى 12٪ في عام 2021 قبل أن تنخفض بشكل طفيف إلى 11.5٪ في عام 2022، في حين توقع أن يقف مؤشر أسعار المستهلك عند 1.4٪ في 2021 و 1.2٪ في 2022 على التوالي، واستقرارا في ميزان الحساب الجاري المغربي عند -3.1٪ في 2021 و -3.3٪ في 2022.
وكان الملك محمد السادس، قد أكد في خطاب افتتاح الولاية التشريعية الحالية، الجمعة المنصرم، أن الاقتصاد الوطني يعرف انتعاشا ملموسا، رغم الآثار غير المسبوقة لأزمة كوفييد19، مشيرا إلى أنه “بفضل التدابير التي أطلقناها، من المنتظر أن يحقق المغرب، نسبة نمو تفوق 5.5 في المائة سنة 2021. وهي نسبة لم تتحقق منذ سنوات، وتعد من بين الأعلى، على الصعيدين الجهوي والقاري”. وفي سياق ذي صلة، أكد صندوق النقد الدولي، في بيانه، أنه من المتوقع أن يحقق الاقتصاد العالمي نموا بنحو 5.9% في 2021 و4.9% في 2022، أي بانخفاض قدره 0.1% في 2021 عما ورد في تنبؤات شهر يوليوز المنصرم، كما أشار الصندوق الى أن التوقعات لعام 2021 يعكس الخفض المتعلق بالاقتصادات المتقدمة، والذي يرجع جزئيا إلى الانقطاعات في سلاسل الإمداد، وكذلك المتعلق بالبلدان النامية منخفضة الدخل، الذي يرجع في معظمه إلى تفاقم ديناميكية الجائحة.
وأضافت المؤسسة المالية الدولية : ويتوازِن هذا التخفيض جزئيا مع تحسن الآفاق قصيرة الأجل في بعض اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية المصدرة للسلع الأولية، وقد زاد عدم اليقين بشأن مدى السرعة التي يمكن بها التغلب على الجائحة، نتيجة لسرعة انتشار سلالة “دلتا” ومخاطر ظهور سلالات متحورة جديدة. وأصبح الاختيار بين بدائل السياسات أكثر صعوبة، نظرا لمحدودية المجال المتاح للتصرف”.
وأبرز صندوق النقد الدولي، أن تعافي الاقتصاد العالمي لا يزال مستمرا، لكن زخمه السابق أصابه الضعف وارتفع مستوى عدم اليقين لا يزال التعافي الاقتصادي العالمي جاريا، في وقت تشهد فيه الجائحة موجة عدوى جديدة.
وخلصت المؤسسة النقدية الدولية الى أن التصدعات التي أحدثها مرض كوفيد-19 يبدو أنها ستستمر لفترة أطول، متوقعا أن تترك مظاهر التباعد قصيرة الأجل بصمات دائمة على الأداء متوسط الأجل، وتمثل إتاحة اللقاحات والدعم المبكر الذي تقدمه السياسات المحركين الأساسيين وراء الفجوات.