شهد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، مراحل إنتاج أول مليون جرعة من لقاح فيروس كورونا المصنع محلياً باسم “فاكسيرا ـ سينوفاك .. صنع في مصر” داخل مصانع الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات “فاكسيرا”، يرافقه اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، ولياو ليتشيانج، السفير الصيني بالقاهرة، واللواء طبيب بهاء الدين زيدان، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، والدكتور تامر عصام، رئيس هيئة الدواء المصرية، والدكتورة هبة والي، رئيس مجلس إدارة شركة “فاكسيرا”، ومسؤولي الشركة.
وعقد رئيس الوزراء مؤتمراً صحفياً أكد خلاله أن هذا الحدث يكتسب أهمية كبيرة نظراً للتواجد في أول مصنع في مصر لإنتاج اللقاح الخاص بفيروس كورونا، مشيراً إلى أن الحكومة بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تسعى لتأمين أكبر حجم من اللقاحات للمواطنين في مصر، حيث طرقت كل الأبواب، واعتمدت كل اللقاحات التي أقرتها منظمة الصحة العالمية ودول العالم، كما تعاقدت مع كل الجهات التي يمكن التعاقد معها لتوفير اللقاح.
وأضاف مدبولي أن الحكومة لمست خلال الفترة الماضية، تأخر بعض الشركات التي تم التعاقد معها في توريد الكميات المتعاقد عليها من اللقاحات في التوقيتات المحددة، وذلك كنتيجة للضغط والطلب العالمي الكبير جداً على اللقاحات، مؤكداً أنه لهذا السبب تولد منذ اللحظة الأولى قرار امتلاك القدرة كي لا نكون تحت رحمة السوق العالمي، وجاءت توجيهات الرئيس السيسي بحتمية التصنيع المحلي للقاح في مصر بأية صورة من الصور.
وفي هذا الصدد توجه رئيس الوزراء بالشكر والتقدير إلى حكومة دولة الصين الصديقة على دعمها الكامل لحكومة مصر في هذا الملف، لافتاً إلى أنه مع بدء سعي وزيرة الصحة والهيئات في مصر في موضوع تصنيع اللقاح، تم التواصل مع شركائنا في دولة الصين، ومن خلال إحدى الشركات العالمية التي تنتج اللقاح في الصين، تمت الموافقة على انتاج اللقاح في مصر، وتم بدء الإنتاج الوطني للقاح والذي أعلن عنه الرئيس السيسي منذ أيام.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أننا نشهد اليوم المراحل الأولى لإنتاج اللقاح، وتم حتى الآن إنتاج نحو مليون جرعة، حيث تصل الطاقة الإنتاجية لهذا المصنع إلى نحو 300 ألف جرعة في الوردية الواحدة كل يوم، لافتاً إلى أنه إذا توافرت كميات أكبر من المواد الخام يمكن للمصنع العمل بورديتين كل يوم لتصل الطاقة الإنتاجية إلى 600 ألف جرعة يومياً.
وفي هذا السياق أكد رئيس الوزراء أن التحدي الراهن في هذه اللحظة، هو التمكن بالتنسيق مع اشقائنا في دولة الصين من مضاعفة الكميات المطلوبة من المواد الخام التي يصنع منها اللقاح، موضحاً أن التعاقد قد تم على تصنيع 40 مليون جرعة حتى نهاية العام، إلا أن الدولة المصرية طلبت مضاعفة هذه الكمية إلى 80 مليون جرعة بنهاية العام، تكفي لمنح اللقاح لـ 40 مليون مواطن من اللقاح المنتج في مصر، وتسعى الحكومة حالياً لتحقيق هذا الهدف من خلال السعي لتوفير المواد الخام لإنتاج هذه الكمية على الأقل، بالإضافة إلى التعاقدات الأخرى التي تعاقدت فيها مصر مع شركات عالمية لجلب أنواع أخرى من اللقاح من أكثر من مصنع عالمي.
وأشار رئيس الوزراء خلال المؤتمر الصحفي إلى أن جائحة كورونا تُعد تحدياً كبيراً، لافتاً إلى أن هذا الفيروس ليس من المنتظر أن يختفي فى القريب العاجل، وهو ما دعا الدولة إلى العمل على امتلاك القدرة على تصنيع مثل هذه اللقاحات المضادة له لانه من المتوقع أن يكون هناك تطعيم سنوى للمواطنين خلال الفترات القادمة، وذلك بما يؤمن ويقي من الاصابة بهذا الفيروس.
وأوضح مدبولي أنه سيقوم بزيارة وتفقد صرح آخر كبير فى مدينة 6 اكتوبر، وهو المجمع الجديد لفاكسيرا، مضيفاً أن هذا الصرح الجديد يمكن أن نعتبره مدينة وقلعة صناعية لتصنيع الادوية واللقاحات، حيث من المقرر أن تصل قدرته التصنيعية إلى انتاج نحو 3 ملايين جرعة فى اليوم الواحد من مختلف اللقاحات وليست الخاصة بفيروس كورونا فقط.
ونوه رئيس الوزراء إلى أن الحكومة المصرية بصدد العمل على الانتهاء من توقيع عدد من الاتفاقيات مع عدد من المعاهد العالمية فى أكثر من دولة، وذلك سعياً لانتاج الـ 8 لقاحات الاساسية التى نحتاج إليها فى مصر، ومنها ما يتم تطعيم الاطفال بها منذ الولادة، هذا إلى جانب ما نحتاجه من لقاحات أساسية لمختلف المواطنين، مؤكداً أن ذلك يأتى فى إطار تحقيق وتوفير الاكتفاء الذاتى من اللقاحات الاساسية والضرورية التى يحتاجها المواطنون.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن امتلاك القدرة على انتاج مثل هذه الادوية واللقاحات الحيوية، تعد مسألة أمن قومى، مشيراً إلى أن هذه الجهود تأتى فى ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بضرورة توفير مختلف اللقاحات والادوية الاساسية اللازمة للمواطنين، وهو ما يأتى أيضاً فى إطار استعادة مصر لدورها ومكانتها العالمية والاقليمية، من خلال امتلاكها لهذه القدرات التصنيعية.
ووجه رئيس الوزراء الشكر لرئيسي هيئة الشراء الموحد، وهيئة الدواء المصرية، على الجهود المبذولة فى تسجيل الادوية واللقاحات، أو فى الشراء المركزى للعديد من الاجهزة الطبية، مؤكداً أن هذا هو ما جعل الدولة المصرية قادرة على إدارة أزمة فيروس كورونا رغم مختلف التحديات، قائلاً: ” لم نتعرض لأى أزمة كبيرة فى توفير الادوية والمستلزمات المطلوبة لمواجهة تداعيات جائحة كورونا”.
وأشار مدبولي إلى الاجتماع الذى عُقد بالأمس للجنة إدارة أزمة فيروس كورونا، وذلك للاطمئنان على توافر كافة الاحتياطيات الاستراتيجية من الادوية والمستلزمات الطبية وكذا الاكسجين، للتعامل مع هذه الجائحة.
وجدد رئيس الوزراء الشكر لكافة القائمين على إدارة هذا الصرح الكبير، وما نشهده اليوم من انتاج اللقاح المضاد لفيروس كورونا، والذى يعد نقلة تاريخية فى تاريخ هذه الشركة، داعيا الله بالمزيد من التقدم والنجاح.
وتفقد رئيس الوزراء كافة مراحل التصنيع وحفظ العينات بخط إنتاج لقاح فيروس كورونا، حيث استمع إلى شرح من وزيرة الصحة والسكان، التي أكدت أنه سيتم خلال أيام الانتهاء من إنتاج 2 مليون جرعة، حيث إن أول مجموعة من اللقاحات تم إنتاجها تمر بمراحل 11 اختباراً لمدى 6 أسابيع، ثم التصنيع ويليه دراسات الثبات ثم يتم تداولها، وما يليها من كميات لا تمر بدراسات الثبات.
كما أكدت الوزيرة على أن مصر تعد من أوائل الدول في العالم التي اتخذت خطوة تصنيع لقاح فيروس كورونا ” بفضل خبراتها وقدراتها الوطنية، والدعم القوي من جانب القيادة السياسية، حيث بدأ التواصل والتنسيق المستمر مع الجانب الصيني منذ شهر يونيو من العام الماضي بمشاركة السفارة الصينية، حتى التوصل إلى اتفاقية التصنيع ونقل تكنولوجيا التصنيع الموقعة بين الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات “فاكسيرا” وشركة سينوفاك الصينية، وذلك بمقر مجلس الوزراء المصري في شهر إبريل الماضي، مشيرة إلى إشادة منظمة الصحة العالمية أثناء زيارة بعض خبراء المنظمة بمصنع فاكسيرا، بجودة وكفاءة الخطوط المجهزة لإنتاج اللقاحات، مع إضافة أن هذه الخطوة تؤهل مصر لأن تصبح رائدة في مجال إنتاج اللقاحات ومن ثم التصدير إلى أفريقيا وباقي دول المنطقة بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وعرضت الدكتورة هبة والي، رئيس مجلس إدارة شركة “فاكسيرا”، تفاصيل حول القدرة التصنيعية للشركة، حيث أشاروا إلى أنه تم تجهيز وتأهيل مصنعي فاكسيرا بالعجوزة ومدينة السادس من أكتوبر بتكلفة تطوير بلغت 785 مليون جنيه، حيث ينتج مصنع شركة فاكسيرا بمنطقة العجوزة 300 ألف جرعة لقاح في فترة العمل الواحدة، ويصل الإنتاج في دورتي العمل إلى 600 ألف جرعة يوميًا، وتصل الطاقة الإنتاجية للمصنع سنويًا من 110 إلى 220 مليون جرعة، ومن المقرر أن ينتج المصنع خلال الـ 6 أشهر القادمة نحو 80 مليون جرعة، تم التعاقد عليهم مع شركة “سينوفاك” الصينية.
وفيما يخص مجمع مصانع فاكسيرا بمدينة السادس من أكتوبر، أكدت الدكتورة هبة والي، أنه تم الانتهاء من تجهيز المجمع، والذي سيضع مصر في مصاف الدول الرائدة في إنتاج اللقاحات، حيث تصل القدرة الإنتاجية للمجمع إلى 3 ملايين جرعة يوميًا، وهو ما يساهم في إنتاج أكثر من مليار جرعة لقاح سنويًا، ولفت المسؤولون إلى أنه تم تأهيله بالتعاون مع خبراء من الهند والصين، وجار التعاقد مع شركة أخرى لتصنيع اللقاحات بمصر بهدف تنوع مصادر الإنتاج، ومن المخطط أن يصبح المجمع أكبر مجمع لإنتاج مختلف اللقاحات في الشرق الأوسط بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال حيث من المقرر إنتاج لقاح شلل الأطفال والمكورات الرئوية ومصل الانفلونزا الموسمية، وذلك بخلاف إنتاج لقاح فيروس كورونا.
كما تم خلال الجولة استعراض جهود توفير اللقاحات، حيث تمت الإشارة إلى أن مصر تستهدف إنتاج ما بين 10 إلى 15 مليون جرعة لقاح شهريًا، بداية من شهر أغسطس المقبل، كما نستهدف تطعيم 40 مليون مواطن بنهاية العام، مع الإشارة إلى الاتفاقيات التي أبرمتها الدولة للحصول على لقاحات فيروس كورونا بالتعاون مع مختلف الشركات العالمية ومع التحالف الدولي للقاحات والأمصال (جافي) للحصول على أكثر من 120 مليون جرعة لقاح للمواطنين.
وتم التنويه إلى أن مصر حصلت على 10 ملايين جرعة من اللقاحات حتى الآن، وخلال أيام ستتسلم شحنات من المواد الخام لإنتاج حوالي 7.5 مليون جرعة، وبنهاية الشهر سوف تنتج حوالي 10 ملايين جرعة، ومن المتوقع ورود بعض الشحنات خلال شهر يوليو الجاري، كما أن مصر بصدد استقبال أنواع أخرى من اللقاحات لأغراض السفر مثل “جونسون أند جونسون”، كما تم التأكيد على قيام مصر بإصدار شهادة اللقاح بـ QR CODE المعترف بها دولياً والتي تم تداولها منذ الأسبوع الماضي، وتحمل الشهادة بيانات متلقي اللقاح واللقاح الذي حصل عليه وما إذا كانت الدولة التي يذهب اليها تتطلب pcr أم لا.
وأوضحت رئيس مجلس إدارة شركة (فاكسيرا) أنه من المقرر أن يتم خلال الفترة القادمة تصنيع المواد الخام الخاصة بلقاحات فيروس كورونا محلياً، من خلال اتفاقية نقل تكنولوجيا التصنيع بالتعاون مع الجانب الصيني، وأكدوا أن شركة فاكسيرا تعد ذراعاً قوياً للدولة في توفير احتياجاتها من اللقاحات والأمصال حيث استطاعت مصانع الشركة على مدار السنوات الماضية توفير الاحتياج المحلي للعديد من الأمصال مثل مصل العقرب والثعبان، والتيتانوس.
وأشارت الدكتورة هبة والي، المسئولون إلى أن الشركة وقعت العديد من الاتفاقيات مع العديد من الشركات الأجنبية لنقل تكنولوجيا التصنيع لمختلف الأمصال واللقاحات بهدف رفع نسبة الإنتاج المحلي من اللقاحات والأمصال إلى 60%، وفي يوليو 2019 تم إبرام اتفاقية مع معهد سيرم الهندي أحد أكبر الجهات المُصنعة للأمصال واللقاحات على مستوى العالم؛ بهدف نقل تكنولوجيا التصنيع لـ “8” لقاحات استراتيجية وهي لقاحات: الخماسي، والكبدي ب رضع، والكبدي ب كبار، وثنائي المدارس، والثلاثي، وتوكسيد التيتانوس، وإم إم أر، و “إم آر”، وهو التعاون الذي بموجبه تم توفير حوالي 36 مليون جرعة من هذه اللقاحات للوزارة ضمن المرحلة الأولى لاتفاقية التعاون، وجار تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاقية الخاصة بالمركزات الجاهزة للتعبئة، وفي إبريل 2018 تم إبرام اتفاقية مع إحدى الشركات الصينية؛ لنقل تكنولوجيا تصنيع “لقاح الكلب” وتم الانتهاء من إجراءات المرحلة الأولى للاتفاقية، وتم توفير حوالي 9 ملايين جرعة لتغطية احتياجات وزارة الصحة والسكان.