انطلقت امس الجمعة في بنغالور (الهند) جولة تهدف إلى تقديم والترويج لعلامة المغرب الجديدة للاستثمار والتصدير “Morocco Now” “المغرب الآن”، وذلك بمبادرة من الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، وسفارة المملكة في الهند.
وتروم هذه الجولة، التي ستشمل أيضا مدينتي مومباي ونيودلهي، تسليط الضوء على المؤهلات والإمكانات التي تزخر بها المملكة وتعزيز عرض الصناعة القائمة على التكنولوجيا، وتلبية احتياجات الطلب العالمي.
وعقد الوفد المغربي، برئاسة السيد يوسف الباري، المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، وسفير المغرب لدى الهند، السيد محمد مالكي، اجتماعا مع السيد مادهو سوامي، وزير الشؤون البرلمانية، والقانون والري، في ولاية كارناتاكا الهندية، وعاصمتها بنغالور، والذي كان مرفوقا بمجموعة من رجال الأعمال الهنود.
وبهذه المناسبة، قدم السيد الباري الخطوط العريضة وأهداف مبادرة “Morocco Now” التي تروم النهوض بالمملكة كوجهة عالمية للاستثمار والأعمال.
وحسب السيد الباري، فإن “Morocco Now”، التي تعكس دينامية المملكة وتنافسيتها الاقتصادية، تسلط الضوء على أربعة مقومات مميزة للمملكة من قبيل الاستدامة (Now durable) مع كل الالتزامات التي انخرطت فيها المملكة في ما يتعلق بالطاقات المتجددة، والتنافسية (Now compétitif)، التي ترتبط بتكاليف الإنتاج والتصدير التنافسية التي يطبقها المغرب وكذا ولوجه المتفرد إلى أكثر من مليار مستهلك بفضل 54 من اتفاقات التبادل الحر.
أما المؤهل الثالث فيرتبط بالنجاح (Now gage de succès) الذي يعد أيضا علامة مميزة لتسويق وجهة المغرب لدى المستثمرين الأجانب، في حين يهم المؤهل الأخير المرونة (Now agile) الذي يشمل القدرة على التكيف السريع للمغرب الذي تجسد في تدبير أزمة كوفيد-19 من خلال إعادة التوزيع بشكل سريع لآليات صناعية نحو المعدات الصحية.
وأكد السيد الباري أن المغرب والهند تجمعهما علاقات سياسية ممتازة ويتوفران على إمكانات صناعية قوية ويشكلان منصتين متكاملتين، وهي مؤهلات يمكن توظيفها للنهوض بالاستثمارات الثنائية، مبرزا أنه بفضل اتفاقاته الـ 54 للتبادل الحر ، يوفر المغرب إمكانية الولولج المباشر إلى الأسواق الإفريقية والأوروبية والأمريكية.
وقال إنه تحت قيادة الملك محمد السادس، عزز المغرب موقعه كمنصة صناعية وتصديرية إقليمية من الدرجة الأولى، ويتجلى ذلك على الخصوص في صناعة السيارات – الأسرع نموا في العالم – المدعومة ببنيات تحتية رائدة ومنها ميناء طنجة المتوسط، أكبر ميناء بحري في إفريقيا والمصنف ضمن قائمة أفضل 30 ميناء على الصعيد العالمي.
من جهته، نوه السيد مادهو سوامي بمستوى العلاقات التي تربط بين المغرب والهند، داعيا إلى تعزيز التعاون الثنائي وخاصة في المجال الزراعي.
وقال المسؤول الهندي “تحدوني رغبة في زيارة المغرب، هذا البلد الذي حقق أداء مبهرا في المجال الفلاحي. نحن على استعداد لتقاسم التجارب والخبرات في هذا المجال”، معربا عن إرادته لتعزيز التعاون بين المغرب وولاية كارناتاكا، قطب التكنولوجيا الفائقة الهندية بامتياز.
كما شدد على أهمية الابتكار في مجال الفلاحة، وخاصة تأمين الموارد المائية في عالم يتعرض بشكل متزايد لمخاطر التغيرات المناخية.
وأضاف أن الهند تستخدم التكنولوجيا الحديثة بهدف تحسين القطاع الفلاحي ورفع مردوديته، من خلال على الخصوص، اللجوء إلى استخدام الطائرات بدون طيار، والأنظمة الآلية والطاقات المتجددة.
ومن جانبه، استعرض سفير المغرب لدى الهند، الإمكانات التي تزخر بها المملكة من حيث البنيات التحتية، ومناخ الاستثمار، والموقع الاستراتيجي، والموارد البشرية ذات التكوين العالي، وتسهيلات منح التأشيرات.
وقال إن المملكة، التي تحتضن بالفعل ثلاثين مقاولة هندية متخصصة بالأساس في مجالات صناعة السيارات، والفلاحة، والطاقات المتجددة، تطمح إلى جذب المزيد من الاستثمارات الهندية بهدف رفع المبادلات التجارية الثنائية إلى أكثر من ملياري دولار المسجلة حاليا.
وتهدف علامة “Morocco Now”، التي أطلقتها الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، إلى إبراز مكانة المغرب كمنصة صناعية وتصديرية من الدرجة الأولى، بهدف تسريع الاستثمارات الخارجية.
كما تتوخى علامة “Morocco Now” تقوية موقع المغرب في مجالي التجارة والاستثمار الدولي، بغرض الاستفادة من الفرص التي يتيحها عالم متغير، حيث تفرض المتطلبات الجديدة بالنسبة للفاعلين الاقتصاديين، من قبيل الطوارئ البيئية وضغط المستهلكين والقوانين الجديدة، ضرورة اعتماد منتجات خالية من الكربون