المؤتمر والمعرض الطبي الأفريقي يشهد توقيع بروتوكول لنشر ثقافة الجودة على المستوى العربي والأفريقي

جلسات اليوم الثاني تسلط الضوء على عدد من الموضوعات الهامة.. أبرزهم البرنامج الأفريقي لمكافحة السرطان وإجراءات تحسين الرعاية الصحية من أجل الاستدامة

شهدت فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر والمعرض الطبى الأفريقي الأول “صحة أفريقيا Africa Health ExCon“، اليوم الإثنين، المنعقد تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بمركز مصر للمعارض الدولية (مركز المنارة للمؤتمرات الدولية)، وبمشاركة عالمية لأكثر من 350 شركة من 102 دولة بفعاليات المؤتمر والمعرض، عقد عدد من الجلسات الهامة حول البرنامج الأفريقي لمكافحة السرطان، سبل القضاء على عيوب الإبصار، ومناقشة سبل الاستعداد لحالات الطوارئ الصحية الأعوام المقبلة، إجراءات تحسين الرعاية الصحية من أجل الاستدامة والاستراتيجيات المطلوبة في أفريقيا للقضاء على الالتهاب الكبدي الوبائي.

كما شهد المؤتمر والمعرض الطبي الأفريقي الأول، المُقام تحت شعار “بوابتك نحو الابتكار والتجارة”، والذي تنظمه الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، توقيع الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بروتوكول تعاون مشترك بين الهيئة واتحاد المستشفيات العربية بهدف تعزيز اعتماد المنشآت الصحية ونشر ثقافة الجودة على المستوى العربي والأفريقي.

قام بتوقيع البروتوكول على هامش المؤتمر الإفريقي الطبي الأول الدكتور أشرف إسماعيل، رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، والدكتور فادي علامة، رئيس اتحاد المستشفيات العربية، بحضور د. اسلام أبو يوسف، نائب رئيس الهيئة، البروفيسور توفيق خوجة، أمين عام اتحاد المستشفيات العربية، والدكتور علي أبو قرين، عضو المجلس التنفيذي لاتحاد المستشفيات العربية، واليس يامين بويز، رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد.

ويستهدف البروتوكول وضع إطار للتعاون بين الهيئة والاتحاد لتوحيد جهودهما في تعزيز مفهوم التميز والنهوض بجودة الخدمات الصحية عن طريق البرامج المشتركة في تقييم أداء المستشفيات، وإعداد حملات توعية بأهمية المستشفيات الخضراء صديقة للبيئة، وفي تبني النظرة الجديدة في تصميم المرافق الصحية العربية، إلى جانب التعاون المشترك حول نشر ثقافة الجودة بين العاملين في القطاع الصحي العربي.

 كما يهدف البروتوكول إلى العمل على رفع كفاءة الكوادر الطبية في برنامج سلامة المرضى ومكافحة العدوى بالمستشفيات والمراكز الصحية العربية، والعمل في تطوير الصحة الرقمية لتطوير القطاع الصحي العربي، فضلا عن تنظيم برنامج خاص لتأهيل المستشفيات العربية للحصول على الاعتماد، والتعاون المشترك بين الجهتين في تدريب الكوادر الصحية العربية في مجال تطبيق نظم جودة الخدمات الصحية.

 وشهدت فعاليات اليوم الثاني تسليط الضوء على سبل الاستعداد لحالات الطوارئ الصحية الأعوام المقبلة، حيث أكد د.عادل عدوي، وزير الصحة السابق، أن القارة الإفريقية تواجه تحديات مختلفة أثناء الجائحة مقارنة بباقي مناطق العالم.

 أضاف أن عملية التعافي من الجائحة يتبعها مشاكل وتحديات كثيرة، أهمها التحديات الاقتصادية والقوى العاملة الماهرة وقدرات المستشفيات ونقص البيانات، لذلك نحن بحاجة إلى تشكيل فريق عمل لمعالجة تلك التحديات للاستعداد لمواجهة الطوارئ الصحية ووضع استراتيجية حقيقية للوقاية من الأمراض.

 وقالت لاوزي مانسي، رئيس الأمانة العامة للجنة الاتحاد الأفريقي المختصة بالاستجابة لجائحة كورونا (كوفيد ١٩)،  أن تداعيات جائحة كورونا أثرت بدورها على إتخاذ خطوات جريئة مشتركة لجميع دول قارة أفريقيا بهدف دعم وتضافر الجهود نحو مواجهة هذا الوباء.

 أضافت أن تجارب الدول تجاه تلك الأزمة، ساهم في إعادة ترتيب الألويات لمواجهة مثل هذه الأوبئة، لذلك تسعى اللجنة الأفريقية للاستجابة لجائحة كورونا للتواصل مع قادة الدول لوضع ترتيبات مشتركة للبلدان الافريقية لمواجهة مثل تلك الأزمات.

 وأكد د. أحمد أوجويل، نائب رئيس المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن دول القارة تحتاج إلى اتفاقية للعمل الصحي المشترك، خاصة وأن جائحة كورونا أظهرت أن الترتيبات العالمية الحالية قد فشلت في حماية الافارقة من هذا الوباء.

 وأشار إلى ضرورة البدء في مناقشة عقد اتفاقية إقليمية ملزمة بين قادة الدول، لرفع درجات الاستعداد لمواجهة مثل هذه الأوبئة.

 كما شهدت الجلسات مناقشة البرنامج الأفريقي لمكافحة السرطان، حيث استعرض محمد لطيف، الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات، التجربة المصرية لبرنامج مكافحة السرطان، مؤكدًا على أهمية تطوير خطة قومية لمكافحة السرطان في مصر نظرا للعبء المتزايد الذي يسببه الإصابة بالسرطان، بالإضافة إلى الحاجة إلى خطة العمل الوطنية متعددة القطاعات في مصر.

 أضاف أن السرطان يسبب عبء مباشر وغير مباشر نتيجة لارتفاع نفقات العلاج في المستشفيات والخدمات الصحية الأخرى، بالإضافة إلى نقص الإنتاجية نتيجة للمرض والعجز وغيره.

 وعلى المستوى الإقليمي، أشار إلى أنه من المتوقع أن يزيد العبء الذي تسببه الإصابة بالسرطان في العقدين القادمين، فيما يتوقع لمصر، زيادة معدلات الإصابة بالسرطان نتيجة للتغير في تركيبة السكان.

 واستعرض الخطوات التي اتخذتها مصر لمكافحة السرطان ورصد الأسباب المسببة للسرطان مثل التدخين، والسمنة، وعدم ممارسة الرياضة ، وعدم تناول الفواكه والخضروات، عبر مراكز الصحة العامة في مصر والتي يبلغ عددها 5000 مركز في أنحاء الجمهورية.

 وعلى صعيد سبل القضاء على عيوب الإبصار، قال د. كوفين نايدو أستاذ الرمد والحاصل على الدكتوراة الفخرية من جامعة كوازولو-ناتال بجنوب أفريقيا، أن إجمالي الخسارة الإنتاجية السنوية بسبب عيوب الإبصار حول العالم تقدر بنحو 272 مليار دولار.

 أضاف “تشير التقارير إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من عيوب الإبصار غير المُعالجة قد بلغ 2.7 مليار شخص في عام 2018. وبحلول عام 2050، سيرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من عيوب الإبصار إلى 4.7 مليار شخص مع وجود كثافة كبيرة في آسيا وأفريقيا”.

 وتابع د. نايدو “تحتل 13 دولة أفريقية مركزًا متقدمًا بين الدول الثلاثين التي تمتلك أكبر معدل للإصابة بعيوب الإبصار حول العالم، كما أن نسب الإصابة هذه سوف تتضاعف بحلول عام 2050 لتصل إلى 22% بعد أن بلغت سابقًا 11% في عام 2018، وستحتل نيجريا المركز الثاني من حيث معدلات الإصابة بعيوب الإبصار حول العالم بحلول عام 2050”.

كما شهدت الفعاليات عقد جلسة عن مشاركة الاستراتيجيات المطلوبة في أفريقيا من أجل التقدم نحو القضاء على الالتهاب الكبدي الوبائي، حيث قالت شيفاني ناياجام، استشاري أمراض الكبد، الكلية الملكية، لندن، أن دول أفريقيا وغرب المحيط الهادي هي الأكثر معاناة من أعباء الالتهاب الكبدي الوبائي بي، حيث بلغت أعداد المصابين حوالي 296 مليون شخص.

 فيما تمثل الدول الأفريقية أكثر من 80% من العبء العالمي الناجم عن الإصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي

 وأوضحت أن 13 دولة فقط أدمجت لقاح فيروس بي  (HepB-BD) ضمن سياساتها، في حين لا توجد مبادرات للكشف المنتظم على الحوامل للكشف عن إصابتهن بفيروس بي.

 وأكدت أن توفير لقاح فيروس بي (HepB-BD) يمكن أن يمنع 710 ألف حالة وفاة بين الأطفال خلال الفترة 2020-2030، والتأخير في توفير اللقاح في الدول المستهدفة وفقًا لمنظمة الصحة العالمية قد يؤدي إلى 580 ألف حالة وفاة عالميًا بين المواليد، خلال الفترة 2020-2030.

 وشددت على أهمية تقوية الأنظمة الصحية ودعم اندماجها سيساعد في التغلب على التحديات التي تحول دون الانتشار الناجح للقاح  (HepB-BD).

 من جانبه قال هنري نجوجونا، عالم وبائيات، الاتحاد الدولي لمكافحة الالتهاب الكبدي الوبائي، أن الالتهاب الكبدي الوبائي، سي يعد مرضًا صامتًا يسبب الموت المبكر لاحقًا خلال فترة الحياة.

 وأوضح أنه تم تسجيل 6 مليون حالة إصابة بفيروس بي عالميًا بين الأطفال تحت 5 سنوات، منهم 4.3 مليون حالة في أفريقيا، فيما تسجل أفريقيا حالتين من كل ثلاث حالات إصابة بفيروس بي، وأغلب الإصابات الجديدة تحدث بين الأطفال.

 وأوضح هاني دبوس، أستاذ طب الجهاز الهضمي والمناظير أن مصر مستعدة لمشاركة خبراتها وتجاربها الناجحة في مجال زراعة الكبد من متبرع خيري.

 وأشار إلى نجاح فريق زراعة الكبد في كلية الطب بجامعة عين شمس في إجراء 1500 عملية زراعة الكبد، وعلى أتم الاستعداد لمساعدة الدول الأفريقية ودعم جهودها لإنقاذ مرضى الفشل الكبدي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.