أكد الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس مجلس الوزراء السوداني، على الانخراط مجددًا في عمل “مكافحة التدفقات المالية غير المشروعة من أفريقيا”، خاصةً مع الاستفادة من بوادر الوصول إلى إجراء العمليات التي من شأنها أن تسهم في تحقيق ومعالجة التدفق غير المشروع للموارد من أفريقيا.
وقال حمدوك، خلال مداخلته في المائدة المستديرة عبر تقنية الفيديو كونفرنس، إن القطاع الاستخراجي يُعتبر قطاعًا مهمًا ومثالًا نموذجيًا يُوضح حقيقةً أن التدفقات المالية غير المشروعة تنتهك أمن الثروة في أفريقيا، وتحد من قدرة البلدان الأفريقية على تعبئة الموارد المحلية الكافية لتمويل برامجها الإنمائية، موضحًا أن قطاع الصناعات الاستراتيجية يُبين بوضوح كيف تُسرق ثروة البلدان الأفريقية، وكيف تم الاستيلاء على عائدات نشاط التعدين وتحويلها من خدمة احتياجات التنمية للمواطنين.
وأضاف رئيس الوزراء أن السودان في مرحلة جديدة من إعادة البناء والتنظيم، وهذه التحديات لم تكن غائبة عن الحكومة الانتقالية، موضحًا أن الملاحظات الواردة في التقرير حول أوجه القصور في الهيكل المؤسسي للسودان أُخذت بعين الاعتبار، داعيًا في هذا الصدد الدول الأفريقية الأخرى لقراءة هذا التقرير بعناية لتحديد المجالات التي توجد لديها مواضع قصور لمعالجتها.
وأقرّ حمدوك أن الدول الأفريقية قد خاضت الحرب لحماية أجزاء صغيرة من الأراضي فيما بينها، لكنها في الواقع لم تبذل طاقة مماثلة أو أكبر لحماية ثرواتها التي يتم الاستيلاء عليها بشكل متزايد وخاصة من خلال قطاع الصناعات الاستخراجية.
وكان رئيس مجلس الوزراء شارك في المائدة المستديرة رفيعة المستوى، عقدتها نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، حول الصناعات الاستخراجية وإطلاق تقرير “البناء المؤسسي لمكافحة تدفقات الأموال غير المشروعة كمحرك للتنمية المستدامة: نموذج أفريقيا”، والتي انعقدت يوم أمس، الجمعة، عبر تقنية الفيديو كونفرنس بمشاركة كل من الأمين العام للاتحاد الأفريقي الدكتور موسى فكي، والأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية لأفريقيا السيدة فيرا سونجوي وخبراء في الصناعات الاستخراجية.
يذكر أن مكافحة تدفق الأموال غير المشروع من أفريقيا أتت بمبادرة في العام ٢٠١٠م من الدكتور عبد الله حمدوك، وبموجبها تشكلت الآلية الأفريقية لنفس الغرض برئاسة رئيس جنوب أفريقيا السابق، ثابو أمبيكي، ويأتي إطلاق هذا التقرير بالشراكة مع الأمم المتحدة لأجل تعزيز الإطار القانوني والفني للآلية.