في إطار تنفيذ التوصيات الصادرة عن قمة المناخ cop 27 التى استضافتها مدينة شرم الشيخ والتى أكدت على ضرورة الإسراع فى تطبيق معايير الاستدامة فى كافة الأنشطة الاقتصادية، وتزامناً مع التوجه القومي بتعزيز الجهود للتحول التدريجي نحو الاقتصاد الأخضر المُستدام، يقود منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيراً مبادرة تعتبر الأولى من نوعها عبر إطلاق حزمة برامج تدريبية متخصصة لتأهيل ودعم قدرات الكوادر النسائية من القيادات العُليا والمتوسطة بالمؤسسات الحكومية والشركات فى مجالات الاستدامة وإعداد التقارير والتحول للاقتصاد الأخضر وذلك بهدف دمج المعايير الخاصة بالبيئة والمناخ بكافة الأنشطة الاقتصادية.
ووقع منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيراً مع معهد التخطيط القومي ودي كاربون مصر بروتوكول تعاون تنسيقى لتنفيذ هذه المبادرة لإعداد و ترتيب حزمة من البرامج التدريبية وورش العمل ذات الصلة بالمرأة والتنمية المستدامة والتغير المناخى تستهدف دمج المرأة كعنصر رئيسي وأداة تغيير مرتبط بالحوار الوطني حول قضايا المناخ.
ويبدأ منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيراً أولى الخطوات التنفيذية لهذه المبادرة عبر إطلاق أول دورة تدريبية للكوادر النسائية بالقطاعين الحكومى والخاص للتدريب على كيفية إعداد تقاير الاستدامة وفقاً للمبادرة العالمية لإعداد التقارير GRI والتى تهدف إلى اكتساب المتدربين المعرفة والمهارات اللازمة للتحول نحو نشاط اقتصادى مُستدام وإعداد تقرير الاستدامة وفقاً للمعايير العالمية ، وذلك يومى 6 , 7 من شهر ديسمبر المقبل بمقر معهد التخطيط القومى بالقاهرة.
ومن جانبه أكد الدكتور أشرف العربى رئيس معهد التخطيط القومى على أهمية التدريب التأهيلى على تطبيق الاستدامة للكوادر النسائية العاملة بالقطاعين العام والخاص لما لها من أهمية على رفع قدرة هذه الكوادر وظيفياً بما يتواكب مع المتغيرات العالمية التى فرضتها قضايا التغير المناخي وآثاره السلبية على البيئة والأنشطة الاقتصادية.
وأضاف أن العالم يتجه بخطى متسارعة نحو الاستدامة وذلك لتلافي الآثار السلبية المتوقعة من التغيرات المناخية مؤكداً أن مصر تواجه تحديات كبيرة فى سعيها للتحول للأخضر منها نقص البرامج التدريبية الخاصة بتأصيل الكثير من المفاهيم وسبل تطبيق المعايير الخاصة بالاستدامة فى الأنشطة الاقتصادية.
مشيراً إلى أن معهد التخطيط القومى يتعاون مع منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيراً باعتباره أحد المنصات النسائية الهامة التى تعبر عن المرأة المهنية فى مصر مؤكداً على أهمية دور المرأة كشريك استراتيجي وعنصر وطنى لا يمكن إغفاله فى تحقيق مخطط التنمية المستدامة 2030 ودعم العمل المناخي المصرى خاصة فى ظل التهديدات التى تفرضها التغيرات المناخية عالمياً على استقرار النساء اجتماعيا واقتصادياً.
ومن جانبها قالت الإعلامية دينا عبدالفتاح مؤسس ورئيس منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيراً أن المبادرة التدريبية التى أطلقها منتدى الخمسين بالتعاون مع معهد التخطيط القومى ودى كاربون المتخصصة فى استشارات التنمية المستدامة والتغيرات المناخية تأتى تزامناً مع انعقاد قمة المناخ COP27 والتوصيات الصادرة عنه والتى أكدت على ضرورة الإسراع فى اتخاذ كافة الخطوات التنفيذية لتسريع وتيرة التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
وأضافت رئيس منتدى الخمسين أن البرنامج التدريبى الأول والخاص بإعداد تقارير الاستدامة وفقاً للمبادرة العالمية لإعداد التقارير GRI سوف يساعد فى سرعة إنجاز المستهدف لتحول الانشطة الاقتصادية نحو الحوكمة والاستدامة حيث أن البرنامج التدريبى يسعى إلى تمكين إدارة الشركات للعمل وفق المعايير العالمية القائمة على الحوكمة والافصاح والمسؤولية المجتمعية.
أضافت أن تحقيق الاستدامة من شأنه المساعدة في تحسين أداء المؤسسات من خلال فهم المخاطر والفرص المتاحة ورفع القدرة التنافسية إضافة إلى كونها محور أساسي ورئيسي في جذب الاستثمار التمويلي المُستدام فى ظل التوجهات العالمية التى فرضتها المتغيرات المناخية.
وأكدت أن البرامج التى يسعى منتدى الخمسين لتنفيذها تستهدف تأهيل المرأة العاملة لقيادة نشاطها الاقتصادى بحرفية تضمن استمرارية النشاط وتصاعد وتيرة نموه بما يحافظ على تمكينها الاجتماعى والاقتصادى فى ظل عالم مليء بالأخطار والتهديدات التى تفرضها الاضطرابات الاقتصادية والتغيرات المناخية والتى تلقى بظلالها على المرأة بشكل خاص.
وكشفت عن تجهيز المنتدى بالتعاون مع معهد التخطيط القومى ودى كاربون لإطلاق دورات للقطاع الصناعى Life cycle Assessment وهو برنامج متخصص فى تقييم الآثار البيئية المرتبطة بكل مراحل حياة منتج ما، من استخراج المادة الخام مرورًا بمعالجة المواد وعملية التصنيع والتوزيع والاستخدام والإصلاح والصيانة إلى التخلص منها وإعادة تدويرها،كما يجهز المنتدى لطرح دورات خاصة حول سبل تقليل البصمة الكربونية للأنشطة الصناعية والتجارية للمؤسسات والمنتجات.
وأشارت إلى أن المنتدى بدأ فى تنفيذ هذه البرامج كخطوات استباقية لدعم الملف المصرى فى COP 28 عبر تنمية القدرات الخاصة بالكوادر النسائية القيادية والمؤسسات الاقتصادية المصرية عبر حزمة مخصصة من البرامج التدريبية الموضوعة بعناية شديدة بهدف دمجها بشكل فعال فيما يخص مواجهة التغيرات المناخية وآثارها المُحتملة.
فى ذات السياق أكد الدكتور إيهاب شلبي رئيس دي كاربون أن تمكين المرأة بالمهارات والمعارف اللازمة سوف يعزز من كفاءة وفاعلية عملية التحول نحو نماذج أعمال أكثر استدامة . وتأتي أهمية حزمة البرامج التدريبية المقدمة من دي كاربون في هذا التوقيت للمساهمة في إعداد جيل من القيادات النسائية القادرة على تحديد وقياس و حوكمة الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للمؤسسات الخاصة والعامة بما يسهم في وضع سياسات أكثر فعالية واستدامة.
أشار أن دى كاربون أعدت حزمة متكاملة من البرامج التدريبية التى سوف تنفذها بالتعاون مع معهد التخطيط القومى ومنتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيراً على أن تكون البداية بالبرنامج التدريبي المٌعتمد من قبل المبادرة العالمية لإعداد التقارير (GRI) والتى سوف تعزز من تأصيل المبادئ الأساسية والإطار المنهجي لإدارة الأعمال والأنشطة الاقتصادية للقيادات النسائية حول الاستدامة.
ويعتبر منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرًا أول منصة تم تأسيسها بهدف إبراز وتطوير دور المرأة كشريك أساسي وفاعل في عملية التنمية المستدامة بكافة محاورها، من خلال تعزيز مشاركتها المرأة فى صناعة القرار ودعمها وتاهيلها لتولى المناصب القيادية الرفيعة ورفع الوعي المجتمعي بدورها الرائد في مسيرة التنمية وتقديم الدعم الفنى واللوجيستى والبرامج التدريبية المتخصصة التي تعمل على صقل مهاراتها القيادية. والعمل على إيصال وتعزيز جهود التمكين التى تنفذها الدولة لكافة الشرائح الاجتماعية.
وقام المنتدى بتنفيذ وطرح العديد من المبادرات الفاعلة التي تدعم التمكين بما يتواكب مع توجهات الحكومة من أجل توفير تمكين لائق ومستدام للسيدات ، وتوفير بيئة عمل موائمة لتألق المرأة المهنية، منها مبادرة زيادة تمثيل المرأة المصرية في مجالس إدارات الشركات والمؤسسات الاستثمارية ومبادرة انتى قوية لدعم المرأة ضد الممارسات الغير أخلاقية. وصياغة وتفعيل الميثاق الأخلاقى لمناهضة التحرش والعنف ضد المرأة فى بيئة العمل وصياغة وتنفيذ برنامج” سيدات يقدن المستقبل” وهو تدريبى متكامل تم بالتعاون مع المعهد المصرفى. كما يقوم المنتدى بتكريم القيادات النسائية بالمناصب العُليا بكافة التخصصات المهنية بالقطاعين العام والخاص.