كشفت شركة “بيونتيك” الألمانية التي طورت لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا بالتعاون مع شركة الأدوية الأمريكية العملاقة فايزر، اعتزامها بناء مصنع لقاحات في إفريقيا العام المقبل.
ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع في سد نقص اللقاحات في القارة السمراء وتعزيز حملات التطعيم المتعثرة، إذ إن 5,2 بالمئة فقط من سكان القارة جرى تطعيمهم حتى الآن، وفقاً لهيئة مكافحة الأمراض الإفريقية.
وكشفت “بيونتيك” أنها تعمل على المشروع مع سلطات كل من رواندا والسنغال، وتخطط للبدء بأعمال البناء “منتصف عام 2022”.
وقال وزير الصحة الرواندي دانييل نغاميجي لدى توقيعه الاتفاق في كيغالي، إن الشركة “ستساعد في إنشاء الموقع للتصنيع وستوفر أيضاً المساعدة في بناء القدرات”، مضيفاً أن المنشأة ستقام في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالعاصمة.
وأشارت الشركة الألمانية إلى أن المصنع سيكون قادراً بشكل أولي على إنتاج نحو 50 مليون جرعة لقاح مضادة لكوفيد في العام.
وكانت “بيونتيك” قد أعلنت في آب/أغسطس عن مخطط لإنشاء “قدرات إنتاج مستدامة للقاحات” في رواندا والسنغال لا تكتفي فقط بلقاحات كوفيد، بل تتخطاها لإنتاج لقاحات مضادة للملاريا والسل بالاستناد إلى تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال “ام أر أن آيه”.
من جهته، قال أوغور شاهين الشريك المؤسس لشركة بيونتيك: “سنعمل معاً لبناء شبكة إنتاج إقليمية لدعم لقاحات منتجة في إفريقيا ومخصصة للقارة الإفريقية”.
ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تواجه فيه شركات الأدوية ضغوطاً متزايدة للتخلي عن براءات اختراع لقاحات كوفيد، وذلك بهدف زيادة إنتاج اللقاحات في مناطق تعاني من نقص فادح.
لكن هذا المطلب يواجه مقاومة شرسة من شركات الأدوية الكبرى التي تشدد على أن براءات الاختراع ليست العائق وراء تعزيز الإنتاج، محذرة من أن خطوة كهذه قد تعرقل الابتكار.
وفي تموز/يوليو، أعلنت شركتا “بيونتيك” و”فايزر” عن شراكة مع “بيوفاك غروب” لتعبئة لقاحات كوفيد في كيب تاون بجنوب إفريقيا اعتباراً من عام 2022.
ومع ذلك فإن الخطوة الأكثر حساسية في الإنتاج المتمثلة بمركب الحمض النووي الريبوزي المرسال، سيستمر العمل عليها في أوروبا.
وحالياً يتم تصنيع واحد بالمائة فقط من اللقاحات المستخدمة في إفريقيا داخل القارة، ويسعى الاتحاد الإفريقي لرفع هذه النسبة إلى 60 بالمائة بحلول عام 2040.
كما أعلنت شركة “موديرنا” الأمريكية في وقت سابق من هذا الشهر عن خطط لبناء مصنع لقاحات كوفيد في إفريقيا التي يبلغ عدد سكانها 1,2 مليار نسمة، وتعد من أقل القارات تطعيماً في العالم.