خلال 6 ساعات فقط من بداية الغزو الروسي لأوكرانيا أمس، كسر خاما النفط القياسيان (برنت وغرب تكساس) حاجز 100 دولار للمرة الأولى منذ صيف عام 2014، فيما ارتفعت أسعار الطاقة الأوروبية بما يلامس 50%، واشتعلت أسواق الحبوب خصوصاً القمح، لمستويات غير مسبوقة.
وبينما علّقت بورصة موسكو أعمالها عقب خسائر هائلة بلغت 20% مع بداية التداولات، فقد الروبل نحو 10% من قيمته، ليسارع البنك المركزي الروسي بإعلان التدخل في الأسواق لحمايتها، وذلك للمرة الأولى منذ سنوات طويلة.
ودفعت التطورات الكرملين للتعليق، قائلاً إن ما شهدته أسواق المال كان متوقعاً لدى الإدارة الروسية، وإنها كانت مستعدة له، في وقت أشار فيه مراقبون إلى أن هناك خطط تحوط واسعة لدى الإدارة لتدارك الموقف.
وامتد الزلزال إلى الأسواق العالمية، ليهوي مؤشر «ناسداك» أكثر من 3%، ما دفعه لدخول مستوى «سوق هابطة» بعد فقدان 20% إجمالاً من ذروته في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ودارت خسائر المؤشرات الكبرى في «داكس» الألماني، و«كاك 40» الفرنسي، و«فوتسي 100» البريطاني، و«ستوكس 600» الأوروبي في فلك 3 إلى 4%.
في المقابل، قفزت أسعار الذهب بأكثر من 3% إلى أعلى مستوى منذ أكثر من عام، إذ أقبل المستثمرون على الملاذات الآمنة بعد بدء الغزو. ويتجه المعدن النفيس صوب تسجيل أفضل أداء شهري منذ يوليو (تموز) 2020.
في غضون ذلك، كانت الأنظار موجهة نحو العواصم الغربية للإفصاح عن مزيد من العقوبات، بينما لفت مراقبون وخبراء إلى أن العقوبات الحالية لا تزال أضعف من أن تؤثر على الاقتصاد الروسي، مشيرين إلى أن مصالح الدول الغربية لا تسمح لها حالياً بالمزيد، على غرار استهداف قطاعات الطاقة، والتي قد تضر الحلفاء الأوروبيين بأكثر مما قد تضر موسكو نفسها.